بسم الله ، وما توفيقي ألا بالله عليه توكلت وأليه أنيب ...
كثيرا ما نسمع بهذا الحديث يذكرونه كفضيلة للشيخين ... وأليك أبرز طرق الحديث :
الطريق الأول الى الصحابي حذيفة بن اليمان :
1- فينتهي السند بـ : (عن عبدالملك بن عمير، عن مولى لربعي بن حراش، عن ربعي بن حراش، عن الصحابي حذيفة)
** وعلة ضعف طُرق السند الى الصحابي حذيفة هي التي ذكرها الأمام ابو حاتم وهو أنه (ربعي) لم يسمع هذا الحديث من (حذيفة) !
و أؤكد صحة كلام أبو حاتم هذا بأن الأمام العقيلي ذكر الحديث في كتاب ضعفاءه الكبير بسنده (عن ربعي ، عن مولى لحذيفة ، عن حذيفة...) فمن يا ترى (المولى لحذيفة ) المجهول هذا ؟! فتبين بهذه العلة ضعف الطريق الى حذيفة بأكمله !
** والعلة الثانية هنا : هو (المولى لربعي) الذي قيل أن أسمه (هلال) فهو مجهول أيضا !
فقال الأمام البزار عن الحديث : مختلف في إسناده ومتكلم فيه من أجل مولى ربعي، هو مجهول عندهم . (جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر - ص 1165 -ح2306 - ط : دار أبن الجوزي)
وقال عنه العلامة مقبل الوداعي : مجهول . (احاديث مُعلّة ص118)
وقال ابن حزم أنه مجهول . (اصول الاحكام لأبن حزم ج 6- ص80)
وذكره الذهبي ميزال الأعتدال وقال : ما حدّث عنه سوى عبدالملك بن عمير!
** أما (عبد الملك بن عمير ) فقد أختلفوا فيه بين التوثيق والتضعيف لكنه مدلس من المرتبة الثالثة !
قال فيه أحمد بن حنبل بأنه ضعيف جدا ومضطرب الحديث جداً مع قلة حديثه ،وقد غلط في كثير منها.(موسوعة اقول الامام احمد)
وقال أبو حاتم: ليس بحافظ، وقال ابن معين: مختلط.(الوافي بالوفيات)
قال ابو حاتم الرازي : ليس بحافظ هو صالح تغير حفظه قبل موته (الجرح والتعديل) وقال ابن حجر العسقلاني في التقريب بأنه : ثقة تغير حفظه !
والمسالة الأخرى التي أتهم بها (عبد الملك بن عمير) هو أنهم ذكروا عنه أنه هو الذي ذبح روسول الأمام الحسين (ع) الى أهل الكوفة بعد أن أمر أبن زياد أن يرموه من أعلى القصر ،فذبحه عبد الملك بن عمير اللخمي فعيب عليه فقال : أردت أن اُريحه !. (مقتل الامام الحسين ع للمقرم)
بل وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين وقال : " مشهور بالتدليس وصفه الدارقطني وابن حبان وغيرهما " (طبقات المدلسين)
وذكره سبط ابن العجمي في كتابه المدلسين ، وابو زرعة العراقي في كتابه المدلسين !
مع العلم أن المدلسين اصحاب المرتبة الثالثة هم الذين لا يُقبل لهم حديث ألا أذا صرحوا بالتحديث او السماع للحديث، وهنا لم يصرح (عبد الملك) وقد "عنعن" الحديث فلا يقبل منه !
ومن الأدلة على تدليسه في هذا الحديث هو أنه يحذف شيخه المجهول (هلال مولى ربعي) فيكون السند : (عبدالملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة ) !!!... وهذا هو ما أشار أليه العلامة مقبل الوداعي في كتابه (احاديث مُعلّة ص118) و غيره من العلماء كالترمذي وابو حاتم بأن (عبدالملك بن عمير) لم يسمعه من (ربعي) وانما من (مولى ربعي) المجهول !
قال العلامة المناوي : أعله أبو حاتم وقال البزار كابن حزم لا يصح لأن عبد الله لم يسمعه من ربعي وربعي لم يسمعه من حذيفة...الخ . (فيض القدير للمناوي)
2- أو ينتهي السند بـ : (عن سالم بن العلاء المرادي، عن عمرو بن هرم الأزدي ، عن ابي عبد الله - رجل من أصحابي حذيفة- و ربعي بن حراش، عن حذيفة )
** وعلته الأولى التي بينتها من أنه (ربعي) لم يسمع هذا الحديث من (حذيفة) !
** والعلة الثانية : سالم بن عبد الواحد أبي العلاء: ضعيف ، ذكره الذهبي في ميزان الأعتدال وقال : ضعفه ابن معين، والنسائي (انتهى) وقال أبن حزم : ضعيف .
(اصول الاحكام لأبن حزم ج 6- ص80)
وذكره ابن عدي في الكامل للضعفاء وقال : أحاديثه ليس بالكثير .أهـ ... وضعفه بن الجارود . (لسان الميزان)
وقال أبو داوود في سؤآلات الآجري : كان شيعيا!!! ... ولا أعلم كيف شيعيا ويروون عنه هذا الحديث أن صح عنه !
وكما ترى فالعلماء القدماء ضعفوه ، لكن من الذين جاؤوا بعدهم ذهبوا الى تعديله !... فلا أعلم كيف أثبتوا ضبطه للرواية مع قلة أحاديثه كما ذكر ابن عدي !...وممكن لأنه جاء في سند حديث فيه منقبة للشيخين !
** أما (أبو عبد الله ) الذي روى مع (ربعي) فهو مجهول كما ذكروا عن الخطيب البغدادي !
وكل هؤلاء الرواة الضعفاء أو المجهولين الذين ذكرتهم لا يمكن تعديلهم أو توثيقهم وقبول حديثهم كـ (هلال مولى ربعي )أو (أبو عبد الله ) أو ( سالم بن العلاء المرادي) لأنه لا يمكن أثبات ضبطهم للأحاديث مع قلة رواياتهم ... وكما قال الألباني في سلسلته الضعيفة :
" لو سلمنا أن عدالته تثبت بذلك ، فكيف يثبت ضبطه و ليس له من الحديث إلا القليل بحيث لا يمكن سبره و عرضه على أحاديث الثقات ليحكم له بالضبط أو بخلافه ، أو بأنه وسط بين ذلك ، كما هو طريق من طرق الأئمة النقاد في نقد الرواة الذين لم يرو فيهم جرح أو تعديل ممن قبلهم من الأئمة ؟! " . (انتهى)
فتبين الآن ضعف هذا الطريق الى حذيفة .
الطريق الثاني الى عبد بن مسعود :
1- وجاء بالسند عن (يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن ابيه سلمة بن كهيل، عن أبي الزّعراء ، عن ابن مسعود عن النبي (ص)...)
** أبو الزعراء الكبير عبد الله بن هانئ الهمداني الكندي : مختلف فيه فوثقه العجلي وذكره أبن حبان في كتابه "الثقات" كعادته في ذكر الثقات والمجاهيل الضعفاء ، وقال علي بن المديني والنسائي : لا أعلم أحدا روى عنه إلا سلمة بن كهيل . وقال البخاري : لا يتابع في حديثه. (تهذيب الكمال للمزي) ، وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : فيه ضعف .
و ذكره العقيلي في كتابه الضعفاء وقال : فيه كلام ليس في حديث الناس ! ...ثم ذكر كلام البخاري وقوله : لا يتابع على حديثه .
وصحح الحاكم لتساهله في المستدرك حديثا في سنده (سلمة بن كهيل عن ابي الزعراء ) فرد عليه الذهبي بالتعليق بقوله : ما أحتجا بأبي الزعراء . (المستدرك -ج4- ص 641-ح8772)
** و يحيى بن سلمة بن كهيل : متروك الحديث . (تقريب التهذيب)
لذا فهذا السند ضعيف جدا ، وقد قال الترمذي مستغربا : هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث يَحْيَى بن سَلمَة ، وَيَحْيَى مضعف الحَدِيث .(البدر المنير لأبن الملقن)
2- وجاء بالسند الى ( أحمد بن رشد بن خيثم نا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن صالح عن فراس بن يحيى عن الشعبي عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود )
** فيه أحمد بن رشد بن خيثم الهلالي: قال الحافظ الهيثمي : ضعيف . (مجمع الزوائد) ، و أتهمه أبن حجر العسقلاني والذهبي. (لسان الميزان)
3- وهناك اسناد آخر في الى (عبد الله بن مسعود) عند الطبراني في المعجم ولكن فيه (عمرو بن زياد الباهلي) وهو متهم بوضع الحديث ، وآخر في مسند ابو حنيفة وفيه عدة من الضعفاء ، كما أنه هناك علل أخرى في الأسانيد تركتها للأختصار .
الطريق الثالث عن أنس بن مالك :
1- وجاء السند الى : ( هارون بن زياد الحنائي ثنا الحارث بن عمير عن حميد الطويل عن أنس بن مالك ...)
** وفيه حميد الطويل : مدلس ، جعله أبن حجر من الطبقة الثالثة وقال : كثير التدليس عنه حتى قيل ان معظم حديثه عنه بواسطة ثابت وقتادة ووصفه بالتدليس النسائي وغيره .( طبقات المدلسين ) وقد هنا عنعن الحديث ، فلا يقبل منهلأنه لم يصرح بالتحديث !
** وفيه هارون بن زياد : ضعيف ، يغْرّب . (لسان الميزان لأبن حجر )
2- السند الثاني الى ( محمد بن عبد الحميد الفرغاني ثنا صالح بن حكيم البصري ثنا أبو رجاء مسلم بن صالح ثنا أبو زيد قاضي المدائن حماد بن دليل عن عمر بن نافع عن عمرو بن هرم قال دخلت أنا وجابر بن زيد على أنس بن مالك...)
** ففي السند عدة أما ضعفاء أو مجهولين كـ (أبو الرجاء مسلم بن صالح ) ، مع أن (حماد بن دليل ) أيضا قدحه أحمد بن حنبل بأنه صاحب رأي ولم يكن صاحب حديث ، وضعفه أبو الفتح الأزدي وذكره ابن عدي في الكامل للضعفاء .
** و عمرو بن هرم بن حيان الازدي : وجدته يروي عن أبن عباس بواسطة التابعين كسعيد بن جبير وعكرمة ، ولم أجده يروي عن الصحابة بغير واسطة ، فيجب أثبات سماعه من أنس بن مالك وألا أنقطاع السند !
الطريق الرابع الى الصحابي ابو الدراء:
1- قال الطبراني : حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي ، ثنا محمد بن نصر القارئ ، ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن المطعم بن المقدام الصنعاني ، عن عبد الله بن عنبسة الكلاعي ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي الدرداء...الخ .
** وهذا السند فيه عدة ضعفاء أو مجهولين كـالمجهول (عبد الله بن عنبسة) حيث قال فيه أبو زرعة ويحيى بن معين : لا أعرفه . (الجرح والتعديل للرازي ، تأريخ ابن معين ) ، وذكره الذهبي في الميزان وقال : لا يكاد يعرف . وذكروا عن ابو داوود السجستاني أنه قال فيه أنه مجهول أيضا .
وقال الحافظ الهيثمي على الحديث في مجمع الزوائد : رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم !
وفي النهاية تبين أن الحديث موضوع لا يثبت فيه سند كما قال ابو حاتم وابن حزم ومقبل الوداعي وغيرهم ، كما وذكروا عن العلامة برهان الدين العبري الفرغاني بأنه قال فيه : إن الحديث موضوع لما بينا في شرح الطوالع . (شرح المنهاج ـ مخطوط)
ثم أذا كان النبي (ص) يأمرنا بأن نقتدي بهم فهذا يلزم انهما معصومان ؟! وألا فأن علماء اهل السنة ذكروا بأن هناك عدة امور خالف فيها ابو بكر وعمر الكتاب والسنة .... فهل نقتدي بهم ونخالف الكتاب والسنة مثلهم ؟!!!
تم...................Haidar Ayad Kh......................... ..
نسألكم الدعاء
كثيرا ما نسمع بهذا الحديث يذكرونه كفضيلة للشيخين ... وأليك أبرز طرق الحديث :
الطريق الأول الى الصحابي حذيفة بن اليمان :
1- فينتهي السند بـ : (عن عبدالملك بن عمير، عن مولى لربعي بن حراش، عن ربعي بن حراش، عن الصحابي حذيفة)
** وعلة ضعف طُرق السند الى الصحابي حذيفة هي التي ذكرها الأمام ابو حاتم وهو أنه (ربعي) لم يسمع هذا الحديث من (حذيفة) !
و أؤكد صحة كلام أبو حاتم هذا بأن الأمام العقيلي ذكر الحديث في كتاب ضعفاءه الكبير بسنده (عن ربعي ، عن مولى لحذيفة ، عن حذيفة...) فمن يا ترى (المولى لحذيفة ) المجهول هذا ؟! فتبين بهذه العلة ضعف الطريق الى حذيفة بأكمله !
** والعلة الثانية هنا : هو (المولى لربعي) الذي قيل أن أسمه (هلال) فهو مجهول أيضا !
فقال الأمام البزار عن الحديث : مختلف في إسناده ومتكلم فيه من أجل مولى ربعي، هو مجهول عندهم . (جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر - ص 1165 -ح2306 - ط : دار أبن الجوزي)
وقال عنه العلامة مقبل الوداعي : مجهول . (احاديث مُعلّة ص118)
وقال ابن حزم أنه مجهول . (اصول الاحكام لأبن حزم ج 6- ص80)
وذكره الذهبي ميزال الأعتدال وقال : ما حدّث عنه سوى عبدالملك بن عمير!
( أنقر على الصورة لعرضها بصورة أكبر )
( أنقر على الصورة لعرضها بصورة أكبر )
** أما (عبد الملك بن عمير ) فقد أختلفوا فيه بين التوثيق والتضعيف لكنه مدلس من المرتبة الثالثة !
قال فيه أحمد بن حنبل بأنه ضعيف جدا ومضطرب الحديث جداً مع قلة حديثه ،وقد غلط في كثير منها.(موسوعة اقول الامام احمد)
وقال أبو حاتم: ليس بحافظ، وقال ابن معين: مختلط.(الوافي بالوفيات)
قال ابو حاتم الرازي : ليس بحافظ هو صالح تغير حفظه قبل موته (الجرح والتعديل) وقال ابن حجر العسقلاني في التقريب بأنه : ثقة تغير حفظه !
والمسالة الأخرى التي أتهم بها (عبد الملك بن عمير) هو أنهم ذكروا عنه أنه هو الذي ذبح روسول الأمام الحسين (ع) الى أهل الكوفة بعد أن أمر أبن زياد أن يرموه من أعلى القصر ،فذبحه عبد الملك بن عمير اللخمي فعيب عليه فقال : أردت أن اُريحه !. (مقتل الامام الحسين ع للمقرم)
بل وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين وقال : " مشهور بالتدليس وصفه الدارقطني وابن حبان وغيرهما " (طبقات المدلسين)
وذكره سبط ابن العجمي في كتابه المدلسين ، وابو زرعة العراقي في كتابه المدلسين !
مع العلم أن المدلسين اصحاب المرتبة الثالثة هم الذين لا يُقبل لهم حديث ألا أذا صرحوا بالتحديث او السماع للحديث، وهنا لم يصرح (عبد الملك) وقد "عنعن" الحديث فلا يقبل منه !
ومن الأدلة على تدليسه في هذا الحديث هو أنه يحذف شيخه المجهول (هلال مولى ربعي) فيكون السند : (عبدالملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة ) !!!... وهذا هو ما أشار أليه العلامة مقبل الوداعي في كتابه (احاديث مُعلّة ص118) و غيره من العلماء كالترمذي وابو حاتم بأن (عبدالملك بن عمير) لم يسمعه من (ربعي) وانما من (مولى ربعي) المجهول !
قال العلامة المناوي : أعله أبو حاتم وقال البزار كابن حزم لا يصح لأن عبد الله لم يسمعه من ربعي وربعي لم يسمعه من حذيفة...الخ . (فيض القدير للمناوي)
( أنقر على الصورة لعرضها بصورة أكبر )
2- أو ينتهي السند بـ : (عن سالم بن العلاء المرادي، عن عمرو بن هرم الأزدي ، عن ابي عبد الله - رجل من أصحابي حذيفة- و ربعي بن حراش، عن حذيفة )
** وعلته الأولى التي بينتها من أنه (ربعي) لم يسمع هذا الحديث من (حذيفة) !
** والعلة الثانية : سالم بن عبد الواحد أبي العلاء: ضعيف ، ذكره الذهبي في ميزان الأعتدال وقال : ضعفه ابن معين، والنسائي (انتهى) وقال أبن حزم : ضعيف .
(اصول الاحكام لأبن حزم ج 6- ص80)
وذكره ابن عدي في الكامل للضعفاء وقال : أحاديثه ليس بالكثير .أهـ ... وضعفه بن الجارود . (لسان الميزان)
وقال أبو داوود في سؤآلات الآجري : كان شيعيا!!! ... ولا أعلم كيف شيعيا ويروون عنه هذا الحديث أن صح عنه !
وكما ترى فالعلماء القدماء ضعفوه ، لكن من الذين جاؤوا بعدهم ذهبوا الى تعديله !... فلا أعلم كيف أثبتوا ضبطه للرواية مع قلة أحاديثه كما ذكر ابن عدي !...وممكن لأنه جاء في سند حديث فيه منقبة للشيخين !
** أما (أبو عبد الله ) الذي روى مع (ربعي) فهو مجهول كما ذكروا عن الخطيب البغدادي !
وكل هؤلاء الرواة الضعفاء أو المجهولين الذين ذكرتهم لا يمكن تعديلهم أو توثيقهم وقبول حديثهم كـ (هلال مولى ربعي )أو (أبو عبد الله ) أو ( سالم بن العلاء المرادي) لأنه لا يمكن أثبات ضبطهم للأحاديث مع قلة رواياتهم ... وكما قال الألباني في سلسلته الضعيفة :
" لو سلمنا أن عدالته تثبت بذلك ، فكيف يثبت ضبطه و ليس له من الحديث إلا القليل بحيث لا يمكن سبره و عرضه على أحاديث الثقات ليحكم له بالضبط أو بخلافه ، أو بأنه وسط بين ذلك ، كما هو طريق من طرق الأئمة النقاد في نقد الرواة الذين لم يرو فيهم جرح أو تعديل ممن قبلهم من الأئمة ؟! " . (انتهى)
فتبين الآن ضعف هذا الطريق الى حذيفة .
الطريق الثاني الى عبد بن مسعود :
1- وجاء بالسند عن (يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن ابيه سلمة بن كهيل، عن أبي الزّعراء ، عن ابن مسعود عن النبي (ص)...)
** أبو الزعراء الكبير عبد الله بن هانئ الهمداني الكندي : مختلف فيه فوثقه العجلي وذكره أبن حبان في كتابه "الثقات" كعادته في ذكر الثقات والمجاهيل الضعفاء ، وقال علي بن المديني والنسائي : لا أعلم أحدا روى عنه إلا سلمة بن كهيل . وقال البخاري : لا يتابع في حديثه. (تهذيب الكمال للمزي) ، وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : فيه ضعف .
و ذكره العقيلي في كتابه الضعفاء وقال : فيه كلام ليس في حديث الناس ! ...ثم ذكر كلام البخاري وقوله : لا يتابع على حديثه .
وصحح الحاكم لتساهله في المستدرك حديثا في سنده (سلمة بن كهيل عن ابي الزعراء ) فرد عليه الذهبي بالتعليق بقوله : ما أحتجا بأبي الزعراء . (المستدرك -ج4- ص 641-ح8772)
** و يحيى بن سلمة بن كهيل : متروك الحديث . (تقريب التهذيب)
لذا فهذا السند ضعيف جدا ، وقد قال الترمذي مستغربا : هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث يَحْيَى بن سَلمَة ، وَيَحْيَى مضعف الحَدِيث .(البدر المنير لأبن الملقن)
2- وجاء بالسند الى ( أحمد بن رشد بن خيثم نا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن صالح عن فراس بن يحيى عن الشعبي عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود )
** فيه أحمد بن رشد بن خيثم الهلالي: قال الحافظ الهيثمي : ضعيف . (مجمع الزوائد) ، و أتهمه أبن حجر العسقلاني والذهبي. (لسان الميزان)
3- وهناك اسناد آخر في الى (عبد الله بن مسعود) عند الطبراني في المعجم ولكن فيه (عمرو بن زياد الباهلي) وهو متهم بوضع الحديث ، وآخر في مسند ابو حنيفة وفيه عدة من الضعفاء ، كما أنه هناك علل أخرى في الأسانيد تركتها للأختصار .
الطريق الثالث عن أنس بن مالك :
1- وجاء السند الى : ( هارون بن زياد الحنائي ثنا الحارث بن عمير عن حميد الطويل عن أنس بن مالك ...)
** وفيه حميد الطويل : مدلس ، جعله أبن حجر من الطبقة الثالثة وقال : كثير التدليس عنه حتى قيل ان معظم حديثه عنه بواسطة ثابت وقتادة ووصفه بالتدليس النسائي وغيره .( طبقات المدلسين ) وقد هنا عنعن الحديث ، فلا يقبل منهلأنه لم يصرح بالتحديث !
** وفيه هارون بن زياد : ضعيف ، يغْرّب . (لسان الميزان لأبن حجر )
2- السند الثاني الى ( محمد بن عبد الحميد الفرغاني ثنا صالح بن حكيم البصري ثنا أبو رجاء مسلم بن صالح ثنا أبو زيد قاضي المدائن حماد بن دليل عن عمر بن نافع عن عمرو بن هرم قال دخلت أنا وجابر بن زيد على أنس بن مالك...)
** ففي السند عدة أما ضعفاء أو مجهولين كـ (أبو الرجاء مسلم بن صالح ) ، مع أن (حماد بن دليل ) أيضا قدحه أحمد بن حنبل بأنه صاحب رأي ولم يكن صاحب حديث ، وضعفه أبو الفتح الأزدي وذكره ابن عدي في الكامل للضعفاء .
** و عمرو بن هرم بن حيان الازدي : وجدته يروي عن أبن عباس بواسطة التابعين كسعيد بن جبير وعكرمة ، ولم أجده يروي عن الصحابة بغير واسطة ، فيجب أثبات سماعه من أنس بن مالك وألا أنقطاع السند !
الطريق الرابع الى الصحابي ابو الدراء:
1- قال الطبراني : حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي ، ثنا محمد بن نصر القارئ ، ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن المطعم بن المقدام الصنعاني ، عن عبد الله بن عنبسة الكلاعي ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي الدرداء...الخ .
** وهذا السند فيه عدة ضعفاء أو مجهولين كـالمجهول (عبد الله بن عنبسة) حيث قال فيه أبو زرعة ويحيى بن معين : لا أعرفه . (الجرح والتعديل للرازي ، تأريخ ابن معين ) ، وذكره الذهبي في الميزان وقال : لا يكاد يعرف . وذكروا عن ابو داوود السجستاني أنه قال فيه أنه مجهول أيضا .
وقال الحافظ الهيثمي على الحديث في مجمع الزوائد : رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم !
وفي النهاية تبين أن الحديث موضوع لا يثبت فيه سند كما قال ابو حاتم وابن حزم ومقبل الوداعي وغيرهم ، كما وذكروا عن العلامة برهان الدين العبري الفرغاني بأنه قال فيه : إن الحديث موضوع لما بينا في شرح الطوالع . (شرح المنهاج ـ مخطوط)
ثم أذا كان النبي (ص) يأمرنا بأن نقتدي بهم فهذا يلزم انهما معصومان ؟! وألا فأن علماء اهل السنة ذكروا بأن هناك عدة امور خالف فيها ابو بكر وعمر الكتاب والسنة .... فهل نقتدي بهم ونخالف الكتاب والسنة مثلهم ؟!!!
تم...................Haidar Ayad Kh.........................
نسألكم الدعاء